(1)
أبونا آدم و أمنا حوّاء ..
قبل ملايين السنين خلق الله العالم . . الكواكب و النجوم والسماوات . . و خلق الله الملائكة من نور . . و خلق الجنّ من نار . .و خلق الله الأرض .
لم تكن الأرض مثلما هي عليه اليوم . . كانت مليئة بالبحار ، وكانت الأمواج ثائرة ، و الرياح تعصف بشدة . .
و البراكين مشتعلة ، و النيازك الضخمة و الشهب اجم الأرض . و لم تكن هناك من حياة على الأرض . . لا في البحار و لا في البراري .
وقبل ملايين السنين ، ظهرت في البحر أنواع صغيرة من الأسماك ،و ظهرت في البر نباتات بسيطة .
ثم تطورت الحياة شيئاً فشيئاً ، و ظهرت على سطح الأرض حيوانات كالزواحف ، والبرمائيات ، وظهرت الدنيا صورات بأشكالهاالمتعددة و أنواعها المختلفة .
و بين فترة و أخرى كانت الثلوج تغطّي الأرض فتموت النباتات و تموت الحيوانات و تنقرض ، و تظهر بدلها أنواع جديدة . . و بين فترة و أخرى تذوب الثلوج و تعود الحياة في الأرض مرة أخرى .
في تلك الأزمنة السحيقة . . و ما تزال الأرض لمدأ بعد من البراكين و الزلازل . . و العواصف العاتية ، و الأمواج الثائرة . . و لم تكن الثلوج قد ذابت بعد . . في تلك الأزمنة البعيدة أخذ الله من الأرض تراباً . . من المرتفعات و من السهول ، و من الأرض السبخة المالحة ، و من الأرض الخصبة العذبة . . مزجت التربة بالماء و أصبحت طيناً متماسك الجزئيات .
خلق الله سبحانه من ذلك الطين ما يشبه هيئة الإنسان ، رأس وعينان و لسان و شفتان و أنف و أذنان و قلب و يدان و صدر وقدمان .
تبخر الماء و جمد التمثال البشري ، اصبح الطين حجرًا صلدًا يابساً إذا هبت الريح يسمع منه صوت ينم عن تماسكه .
و على هذه الحالة ظلّ التمثال نائماً إلى أمد طويل لا يعلم مداه إلاّ الله سبحانه .