برازيليا (ا ف ب) - بدأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين زيارة مثيرة للجدل لاربع وعشرين ساعة الى البرازيل التي تفضل طريق الحوار لحمل النظام الايراني المعزول على التعاون بشأن ملفه النووي.
ووصل الرئيس الايراني عند الظهر الى البرازيل بعد توقف في غامبيا والتقى على الفور الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يسعى لفرض العملاق الاميركي الجنوبي كوسيط في الشرق الاوسط بهدف دفع عملية السلام قدما. وخلال عشرة ايام استقبل لولا دا سيلفا تباعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحض الرئيس البرازيلي نظيره الايراني الزائر على العمل من اجل ايجاد "حل عادل" مع الغرب لبرنامج طهران النووي المثير للجدل، مجددا تاييد بلاده لمساعي ايران المعلنة "بالحصول على الطاقة النووية السلمية باحترام تام للاتفاقات الدولية".
وجددت ايران الاثنين تاكيد رفضها مسودة اتفاق تم التوصل اليه بوساطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على ان يتم نقل جزء كبير من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا حيث تتم زيادة تخصيبه قبل تحويله في فرنسا الى وقود نووي واعادته الى ايران، وذلك بغية ازالة الشكوك حول طموحات طهران النووية.
ويدافع الرئيس البرازيلي الذي كان زعيما نقابيا قبل ان يتسلم الحكم منذ 2003، عن حق ايران في التكنولوجيا النووية لغايات مدنية. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر لولا دا سيلفا عن معارضته فرض عقوبات جديدة على طهران داعيا الى سلوك طريق الدبلوماسية لاقناع طهران بالتعاون.
ويقوم احمدي نجاد المعزول على الساحة الدولية، بجولة يسعى من خلالها الى الحصول على تأييد قادة اميركا اللاتينية اليساريين في مواجهة الغرب. وبعد البرازيل سيتوجه الى فنزويلا حيث يلتقي "صديقه" هوغو تشافيز العدو اللدود لواشنطن في المنطقة ثم ينتقل بعدها الى بوليفيا قبل ان يتوقف في السنغال على طريق العودة.
وزيارة احمدي نجاد هي الاولى لرئيس ايراني الى البرازيل وستسجل اللقاء الثالث بين الرئيسين. وسيتوجه لولا دا سيلفا الى ايران خلال النصف الثاني من العام 2010.
ويرافق الرئيس الايراني وفد كبير من 130 شخصا و150 من ارباب العمل. وتجدر الاشارة الى ان المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت الى ما يقرب المليار دولار من كانون الثاني/يناير الى تشرين الاول/اكتوبر فيما تريد ايران رفعها الى 15 مليار دولار بحسب الصحافة البرازيلية.
وقد اثارت هذه الزيارة تظاهرات واحتجاجات عديدة. ففي ريو تظاهر نحو الف شخص ينتمون الى منظمات يهودية واخرى معادية للعنصرية ومدافعة عن حقوق الانسان وهم يهتفون "البرازيل: اي ضيف هذا؟".
ونشر حاكم ساو باولو جوزيه سيرا المعارض الرئيسي للولا دا سيلفا الاثنين مقالا في الصحف بعنوان "زيارة غير مرغوب فيها" وعبر عن اسفه لاستقبال البرازيل "رئيس نظام دكتاتوري وقمعي".
الإثنين نوفمبر 23, 2009 12:54 pm